انتهى العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، وياله من عقد من الزمان بالنسبة لتكنولوجيا الموارد البشرية. من سياسات العمل المرن إلى نهوض ما يوعرف بالإقتصاد التشاركي ، سرّعت تلك العملية موجةٌ من الحلول التقنية وأتمتة عمليات الموارد البشرية. لقد سمح لنا هذا بإدارة الأشخاص بطريقة لم يسبق لهم مثيل.

الآن و نحن في بداية عام ٢٠٢٠، يُطرح هذا التساؤل: ما هي الاتجاهات التقنية الكبيرة التي يمكن أن يتوقعها قطاع الموارد البشرية بعد ذلك؟ كما فعلنا قبل في ٢٠١٨ و٢٠١٩، سئلنا خبراء في مجال الموارد البشرية من جميع أنحاء العالم وكانت أبرز توقعاتهم كالتالي:

1. تجاوز مجرد أدا المهام الى إضافة قيمة حقيقية للموظفين

يوضح جون إنجهام مؤلف كتاب “المنظمة الاجتماعية” أن تكنولوجيا الموارد البشرية المناسبة لا تعمل على أتمتة مهام الموظفين فحسب، بل إنها تمكنهم من المساهمة بشكل كامل، والاستفادة من إمكاناتهم الفريدة. ويوضح قائلاً: “يجب أن تتجه الطرق الجديدة نحو تحرير وتمكين الموظفين، وتحتاج تكنولوجيا الموارد البشرية إلى دعم هذا التغيير”. يضيف جون أن هناك شيئًا آخر يمكن أن يتوقعه القطاع خلال العام المقبل وهو التحول نحو إدارة الفرق والمجموعات والشبكات – بدلاً من الأفراد فقط، “لذلك تحتاج أنظمة الموارد البشرية إلى التركيز أكثر على قيمة المجموعة، مما يمكننا من قياس ومكافأة أداء الفرق، وليس فقط الأفراد”.

2. استحداث “أنظمة التوجيه المؤسسي”

يقول ديف أولريش أستاذ رينسيس لايكرت في كلية روس للأعمال ، لقد حان الوقت لإنشاء “نظام التوجيه المؤسسي” الذي يمكن استخدامه من قبل قادة الأعمال والموارد البشرية للاستفادة من قدراته التصحيحية والتمكينية للمنظمات الأكثر فعالية في عام ٢٠٢٠.

وهذا النظام يتفوق على نظام  بطاقات الاداء والتقارير التفاعلية والتحليلات التنبؤية – إلى نظام توجيه متكامل يمكّن المنظمات الأكثر فعالية وصنع القرارات التجارية. ويوضح: “طرق جمع البيانات الحالية تجعل قادة الاعمال يكافحون من أجل تحديد الأفكار التي يجب استخدامها. بدلاً من ذلك، يوضح نظام التوجيه المؤسسي نتائج الأعمال والعملاء والمستثمرين المطلوبة ثم يقدم التوجيه اللازم لتحقيقها”.

3. ازدهار سوق الصحة والرفاهية

بالنسبة للمحلل جوش بيرسين، فإن سوق الرفاهية المؤسسية الذي تبلغ قيمته 48 مليار دولار ربما يكون الأكثر تَجَزُّئًا وازدهارا على الإطلاق. ويوضح أن أدوات الصحة النفسية والعاطفية والحد من التوتر واللياقة البدنية والنظام الغذائي والرفاهية المالية موجودة في كل مكان.

“يقوم معظم مزودي الرعاية الصحية الكبار بصرف الأموال في الأدوات الآلية الجديدة المستندة على الذكاء الاصطناعي والتي يمكن مواءمتها لتناسب أي قوى عاملة في العالم. يمكن لمنصات الرفاهية جمع هذه التطبيقات معًا وإنشاء تغيير حقيقي في السلوك للقوى العاملة لديك. هذا السوق لا أعتقد أنه كان موجودا قبل عشر سنوات، يعد هذا اليوم جزءًا حقيقيًا من سوق التكنولوجيا، وينبغي أن تفهم فرق الموارد البشرية ما هو متاح لأن هذه قضايا مهمة بالنسبة لقابلية التوظيف والعلامة التجارية لصاحب العمل”.

4. تقنيات مساحات العمل عن بعد أو المساحات الافتراضية

على الرغم من نمو شعبية العمل المرن إلا انه لا يزال هناك متسع كبير للنمو بهـذا القطاع، كما توضح إميلي فريتز، أخصائية العلامة التجارية لأصحاب الاعمال في  :exaqueo”هناك بالفعل العديد من الحلول لمواجهة التحديات التي تواجهها القوى العاملة عن بعد بالمؤسسات، كل ما هو متاح من مساحات العمل التعاونية إلى المساحات المكتبية الافتراضية.”

ومع ذلك، تعتقد إميلي أن القطاع لا يزال في بدايته، وأن العقد القادم سوف يشهد سباقًا بين الشركات لتطوير حلول لمجموعة متزايدة من العاملين عن بعد.

5. الأخلاقيات الرقمية في قمة الأولويات في عام 2020

سيلعب قطاع الموارد البشرية دورًا كبيرًا في التقديم الأخلاقي للتكنولوجيا الآلية، كما يوضح بيري تيمز، مؤسس People and Transformational HR.: “إذا تم إزاحة أدوار العمل من الأشخاص وتم إعطاؤهم لروبوتات، فما هو موقفنا الأخلاقي من الاستفادة من هؤلاء الأشخاص في أدوار ذات مستوى أعلى؟ ماذا لو كان الدور الجديد يعد قفزة كبيرة صعبة لهؤلاء الأشخاص  ؟ عندها ماذا نفعل حيالهم لمساعدتهم في إيجاد عمل بديل؟ “.

6. تكنولوجيا التوجيه الوظيفي

مع استمرار تطور تقنيات العمل، ستحتاج المؤسسات إلى توفير مستوى أعلى من التوجيه التقني للموظفين، كما يقول المدير التنفيذي لشركة Workitdaily J.T. ، أودونيل. “حتى الآن ، كان من المتوقع أن يبحث الموظف عن هذه الأنواع من الموارد بمفرده وينفق أمواله الخاصة خارج الشركة، ولكن بفضل جيل الألفية ، فإن هذه العقلية بدأت في التغير.”

7. زيادة استخدام التقارير التحليلية لبيانات الموارد البشرية

بالنسبة إلى أحد مؤثري ساحة الموارد البشرية والمتحدث والكاتب غوتام غوش، يظل الاستخدام المتواصل للتقارير التحليلية لبيانات الموارد البشرية أحد أهم اتجاهات تكنولوجيا هذا المجال، وستواصل الارتفاع خلال العام المقبل. سيحتاج قادة الموارد البشرية والناس إلى الوصول لمراحل متقدمة في استخدامهم للتحليلات بشكل أكبر، على سبيل المثال ومن خلال إجراء التجارب وإحداث تأثير على استراتيجيات الأعمال والنمو الأساسي. “يحتاج قادة الموارد البشرية إلى تطوير طريقتهم في طرح الأسئلة وإجراء التجارب في جميع أنحاء المؤسسة قبل اتخاذ قرار بشأن مسار معين من العمل – لكي تصبح هذه القرارات مبنية على الأدلة بدلاً من أن تُبنى على مجرد الحدس”.

كشف تقريرنا البحثي الأخير، الوجه المتغير لقطاع الموارد البشرية، أن ٤٢٪ فقط من المؤسسات تستخدم حاليًا البيانات لدعم عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بمواردهم البشرية، لذلك لا يزال هناك احتمال كبير لارتفاع هذه النسبة. 

8. زيادة المبادرات المرتكزة على تجربة الموظف

لا يبدو أن الكلمة الطنانة والمفضلة لهذا القطاع تُظهِر أي علامات على التباطؤ خلال عام ٢٠٢٠، بل ويزداد التركيز عليها أكثر.

أثار هذا الأمر العديد من خبرائنا، بما في ذلك زعيم تحليلات الموارد البشرية Soumyasanto Sen ، الذي يشرح الأمر الواقع: “لقد بدأ الطلب بالفعل على الجانب الاستهلاكي  لعملاء الموارد البشرية”.

9. الحاجة الى معالجة المخاطر المتعلقة بكثرة الإشعارات والتعب الناتج عن استخدام الأجهزة

يقوم الشخص العادي النظر أو التحقق من هاتفه كل 12 دقيقة – ويتلقى ما يقرب من 64 إشعارًا هاتفيًا يوميًا. تقول إميلي فريتز من شركة Exaqueo: “الوقت الذي نقضيه على الشاشاة هو تحت التدقيق والسؤال بسبب تأثيرها السلبي على صحتنا، أعتقد أننا سنشهد مزيدًا من التقنيات التي تساعدنا على التأقلم ومعالجة  القلق الصحي  الناجم عن استخدام الأجهزة”.

إميلي تعتقد أن هذا المستوى المتزايد من الوعي سوف يمتد ليشمل الإشعارات الالكترونية. إشارةً إلى قرار  إنستاجرام  الأخير بإزالة “الإعجابات” من منشورات الأشخاص، تقول إن التكنولوجيا سوف تصبح أكثر تقنينا  فيما يخص عدد ونوع الإشعارات التي تظهرها.

10. الاستمرار باستخدام الذكاء الاصطناعي لبناء تجارب أفضل للموظفين

بالنسبة لـ Jazmine Wilkes ، اختصاصي الموارد البشرية في SEA Wire and Cable ، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي في تصاعد  و عام ٢٠٢٠ لن يكون استثاناء. ومع ذلك، “بينما يسيطر الذكاء الاصطناعي، أعتقد أن أصحاب العمل سيدركون أخيرًا أنه يتعين عليهم وضع الموظفين في المرتبة الأولى”، تضيف  Jazmine”لا تعد طاولات البلياردو ومفهوم الاماكن المفتوحة للجلوس الشيء الوحيد لتطوير تجربة الموظف،  قد يساعدك الحصول على اقتراحات وملاحظات من الأشخاص الذين تحاول إظهار التقدير لهم “.

11. فرق الموارد البشرية كتقنيين وقائدي عمليات

يوضح مؤسس شركة  :People and Transformational HR Perry “يمكن للأدوات الرقمية، من خلال مراجعة طرق العمل الحالية، أن تفرض مراجعة للعمليات الداخلية غير المنتجة والمهدرة للجهد والوقت”.

نتيجةً لذلك، فإن فرق الموارد البشرية في مكان مثالي لتقديم عمليات أكثر مرونةً وسرعة واستجابة لتتوافق مع احتياجات الموظفين والمؤسسة في عام ٢٠٢٠ كـ “قائدي العمليات” في المنظمات.

ماذا يوجد في المتجر لعام ٢٠٢٠ ؟

أدوات جديدة أضحت تغير بشكل غير تقليدي ومفاجئ منصات إدارة المواهب التقليدية لأنها مصممة للموظفين بالدرجة الأولى ثم قسم الموارد البشرية بالدرجة الثانية كما يوضح جوش بيرسين. هل هذا هو الحال بالنسبة لخطط تقنيات الموارد البشرية الخاصة بك في عام ٢٠٢٠؟

فريق العمل:
ترجمة:
 فواز الأسمري.
مراجعة: محمد المحفوظ.

المصدر: https://www.sagepeople.com/about-us/news-hub/hr-tech-trends-2020/