لفهم أعمق لمفهوم (الكوتش الإداري أو التنفيذي) علينا أن نعرف ما هو معنى (كوتش/موجه). حسب تعريف الاتحاد الدولي للكوتشنج/للتوجيه ICF, التوجيه هو شراكة مع العميل في تجربة ملهمة محفزة على التفكير الإبداعي لتعزيز فاعليته وكفاءته في الحياة والعمل. التوجيه عملية موجهة من قبل العميل عكس بقية المهن المشابهة مثل الإرشاد والاستشارات والتدريب والتي يقودها المدرب أو المستشار أو المرشد.
ما هو التوجيه القيادي؟
نستطيع القول بأن التوجيه القيادي هو أحد أكثر الممارسات – إن لم يكن أكثرها فعلا – والمصممة بشكل فردي لتنمية المواهب لأنه يتضمن علاقة وثيقة وسرية بين الموجه القيادي والشخص الذي يتم توجيهه. وهذه العلاقة تتم من خلال لقاءات فردية تتطلب بناء علاقة شخصية ومقربة وودية بين الموجه والعميل الذي يكون عادة في منصب إداري أو قيادي رفيع في أحد القطاعات الكبرى مثل: (رئيس شركة، نائب رئيس، عضو مجلس إدارة، مدير عام … وما شابه).
ويوفر الموجه القيادي بيئة آمنة متماسكة تتسم بالثقة والدعم لمثل هؤلاء العملاء. كما يساهم الموجه في فهم واستيعاب هؤلاء القادة لقدراتهم وكيف يراهم الآخرون كما يساهم في توضيح الأهداف للعميل ودعمه للوصول للطريقة الأمثل لتحقيقها.
فيما يستمر نموذج ATD للتوجيه مقبولا ومستخدما على نطاق واسع من قبل العديد من الموجهين الشخصيين يستخدم العديد من الموجهين أيضا نموذجGROW الذي ظهر في عام 1980.وتلخص الأحرف في كلمة GROW الكلمات التالية:
(هدف (goal-, (الواقع-reality), (الخيارات-options), (الخطوة التالية-way forward).
كما يوجد نماذج أخرى متعددة للتوجيه مثل:
FUEL,SOAR; Fierce Conversation; Purpose; Perspective, Process.
جميع النماذج تحتوي على أساليب متشابهة تعمل على مساعدة العميل في اكتشاف نظرته للواقع ومعتقداته وأهدافه وتساهم في قدرته على اكتشاف الخيارات والفرص المتاحة واختيار المسار الأمثل لتحقيق أهدافه. كل ما ذكر يعتمد اعتمادا كليا على قدرة الموجه على بناء علاقة مبنية على الثقة والحفاظ على سرية معلومات العميل.
أنواع التوجيه
التوجيه القيادي ليس النوع الوحيد للتوجيه في العالم المهني ويقوم العديد من المدراء في العالم بتطوير مهاراتهم في مجال التوجيه وذلك ليعملوا على تحسين آدائهم للحصول على الترقيات وتعزيز مهاراتهم القيادية. ويوجد موجهين شخصيين داخليين وخارجيين يقدمون أنواع مختلفة من الدعم.
التوجيه المهني
يساهم التوجيه المهني في توفير الدعم للموظفين الذين يرغبون في تغيير مساراتهم المهنية ويتضمن ذلك التغييرات القريبة أو البعيدة المدى، بما في ذلك إرشادات حول التطوير المهني وطرق البحث عن عمل. كما يساهم الموجهون الشخصيون في تسهيل عملية كتابة السيرة الذاتية، والبحث عن الوظائف، وتحسين الملفات الشخصية عبر الإنترنت، واجتياز المقابلات الشخصية.
توجيه الحياة أو الإرشاد الشخصي
في حين لا يعتبر هذا النوع من التوجيه (كوتش الحياة) من أكثر أنواع التوجيه الشخصي شعبية داخل المنظمات، إلا أن وجود الموجهين الشخصيين للحياة لا يزال مهم داخل المنظمات. ويركز هذا التخصص في التوجيه على تعزيز مجموعة متنوعة من جوانب الحياة لدى الشخص، بما في ذلك أسلوب الحياة والصحة واللياقة البدنية والمالية والعلاقات والنمو الروحاني أو الديني.
التوجيه التنظيمي أو توجيه إدارة الأعمال
يوفر هذا النوع من التوجيه لأصحاب الأعمال والرياديين الدعم الكافي لتحديد الأهداف ووضع الاستراتيجيات للوصول للأهداف و تحسين الأداء على وجه العموم.
التوجيه لمتابعة الأداء
يدعم الأشخاص الذين يعملون في تحسين أدائهم العام في العمل بغض النظر عن مواقعهم الوظيفية.
التوجيه القيادي
يناسب لأولئك الذين يرغبون في تطوير مهاراتهم القيادية بغض النظر عن أدوارهم الفعلية المهنية.
نموذج ATD في التوجيه
بينما يستمر نموذج ATD في التوجيه مقبولا على نطاق واسع في التوجيه الشخصي، نجد العديد من الموجهين الشخصيين يستخدمون نموذج GROW منذ الثمانينات 1980 في دعم الشركات والموظفين.
نموذج GROW
جميع النماذج لها عناصر متشابهة في اكتشاف منظور العميل وواقعه، وتحديد الأهداف، وتقديم وجهات نظر أو الخيارات المختلفة، ثم اختيار أفضل مسار للعمل والمضي قدماً نحو الحالة المرغوبة. وكل هذا من خلال بناء علاقة مع العميل تتسم بالثقة والحفاظ على الخصوصية والسرية
التوجيه ليس ….
يخلط الكثير من الناس بين مفهوم التوجيه ومفاهيم أخرى مشابهة مثل: الإرشاد والاستشارات الإدارية أو الاستشارات النفسية. والاختلاف يتلخص في التالي:
- لا يقدم التوجيه علاجا نفسيا مثل جلسات الارشاد أو العلاج النفسي حسب و ترجمة ميريام ويبستر للعلاج و الإرشاد النفسي” الارشاد النفسي للفرد من خلال استخدام الأساليب و النظريات في علم النفس، وخاصة في جمع بيانات تاريخ الحالة خلال الفترة الماضية ، واستخدام أساليب مختلفة من المقابلة الشخصية ، واختبار الاهتمامات والقدرات ” و التي تعني بماضي الشخص، بينما التوجيه يعنى بمستقبل الشخص.
- الإرشاد أيضا هو علاقة طويلة الأمد بين طرفين للسعي إلى التطوير المهني ويمارس خلالها الموجه الجزء الأكبر من الحديث وتقديم النصح. بينما في التوجيه العلاقة علاقة شراكة حقيقية بين أشخاص متكافئين بينما في علاقة الإرشاد Mentoring العلاقة تكون بين شخصين أحدهما أكثر وعيا وخبرة من الآخر.
- التوجيه يعمل على دعم العميل للتقدم إلى الأمام لتحقيق أهدافه وأحلامه ومرتبطة بشكل مباشر بما يريد هو شخصيا وليس للموجه علاقة أو أدنى تأثير على إرادة أو رغبات العميل. وليس للموجه صلاحية الغوص في خصوصيات أو ماضي العميل مالم يبادر العميل بالخوض فيها أو التطرق لها بنفسه. وفي التوجيه نرى أن العميل هو من يملك زمام الحديث دائما.
- بما أن التوجيه يتعامل مع مواضيع حساسة وخصوصيات العملاء وعليه فهناك قوانين وأنظمة للسلوك المهني تحكم هذه العلاقة و تحميها وتحافظ عليها وضعت من قبل المنظمات الاحترافية مثل ICF & ATD و يتوجب على الموجه الالتزام بها عند ممارسة جلسات التوجيه و تتضمن هذه القوانين الأمانة، العدالة النزاهة، التعاطف، الاحترام، الولاء والمسئولية.
وللحصول على محتوى أكبر عن التوجيه بإمكانكم الرجوع إلى موقع ICF أو ATD, حيث أنه يوجد بها محتوى وتوفر أيضاً شهادات احترافية عالمية في التوجيه.
فريق العمل:
ترجمة: وفاء الباز.
مراجعة: أحمد الزهراني.
المصدر: https://www.td.org/